نبذة عن اللاعب ميشيل بلاتيني

ميشيل بلاتيني
ميشيل بلاتيني، لؤلؤة الكرة الفرنسية و صاحب موهبة نادرة فذة و صاحب مهارة فنية
عالية و صاحب لياقة مرتفعة و ذو شخصية قوية و محبوبة و جمع بين مهارتين :
صناعة الاهداف و إحرازها، فهو صانع اهداف ممتاز و هداف من الطراز الرفيع
و هو من اللاعبين القلائل الذين احرزوا لقب افضل لاعب اوروبي لثلاث مرات.

ميشيل بلاتيني، ذو الاصول الايطالية ولد في 21 يونيو 1955 و كان ترتيبه الثاني
بين اشقائه و أمضى طفولته في تشجيع والده ألدو الذي كان لاعب و قائد فريقAS Joeuf
فريق مدينته الصغيرة التي ولد فيها، و كان ميشيل في اثناء تدريبات والده
مع فريقه يتدرب على التسديد،المراوغة و التحكم في الكرة بنفسه إلى ان ينتهي
والده من التدريب مع فريقه.

بعد عدة سنوات من التدريب في نادي AS Joeuf و في سن السادسة عشرة إنظم الى
فريق النادي للناشئين،وقتها كان العديد يشك في ما اذا كان بإستطاعته اثبات
وجوده في الفريق الذي كان يلعب ضمن اندية الدرجة الرابعة،و لكنه و بسرعة
قياسية اثبت على انهم على خطأ و في أول مباراة له ضد فريق Jarny متصدر فرق
دوري الدرجة الرابعة احرز هدف فريقه الوحيد،و بعد بضعة اسابيع نجح في تسجيل
هدفين لفريقه في مباراته مع Basse-Yutz و انتهت المباراة بنتيجة 2-2.

و أهل بلاتيني فريقه للمباراة القبل نهائية على كأس Gambardella في يناير 1971
ليقابل فريقه المفضل نادي متز في ملعب فريقه و سجل هدف المباراة الوحيد
من تسديدة من على بعد 20 ياردة و أذهل بذلك المستوى الذي توجه بهذا الهدف
كشافو المواهب لنادي لورين،و بعدها بسنة حضر الى النادي لإجراء الفحوصات
و التجارب لينظم بعدها للفريق.

ذهب بلاتيني للفحوصات و كله ثقة و أمل،بعدما أجرى الفحوصات الطبية قرأ نتيجة
الفحص التي تقول : (( سعة التنفس في الرئتين غير كافية )).

(( لم أكن قويا جدا و اضطررت للعمل جاهدا اكثر من الآخرين للنجاح )) هكذا
قال بلاتيني فقرر بعد ذلك ان يذهب لفريق نانسي منافس فريق متز.




كانت بداية بلاتيني في عالم كرة القدم الاحترافية في مقعد البدلاء لفريق نانسي
حيث استدعاه المدرب انتوين ريدن من فريق الهواة في النادي و الذي لعب معهم
مباراتين فقط.

خلال موسم 1973/1972 لم يشعر بلاتيني بأنه سيأخذ فرصته إلا عندما طلب منه المدرب
القيام بتمارين الاحماء للقيام بتبديله ما إذا اصيب احد زملائه في الملعب،لكنه
لم يظهر في الملعب إلا في وقت لاحق، لقد حصل اخيرا على فرصته للعب في آخر سبع
مباريات من دوري الدرجة الاولى في موسم 1973/1972 و كان يرتدي القميص رقم 11.

اول مباراة له في دوري الدرجة الاولى كانت امام فريق Nîmes و كان يلعب في مركز
الجناح الايسر،و كان متوترا إلى حد ما في اول عشرون دقيقة من المباراة،و لكن
بعد ذلك زال عنه التوتر و قام بواجبه على اكمل وجه و أخذ بيد فريقه الى الفوز
بنتيجة 2-1.

و بعدها لعب بلاتيني مباراته الثانية ضد فريق ليون و سجل هدفين في المباراة
احدهما من وضعية طائرة،أصبح لبلاتيني مكان مضمون في الفريق و اصبح جزء من
خطة المدرب في كل مباراة،و لكن في عام 1974 هبط الفريق الى مصاف اندية
الدرجة الثانية،و لكن بعد جهود بلاتيني و انضمام عدد من اللاعبين الشباب
للفريق عاد الفريق للدرجة الاولى بعد موسم واحد فقط حيث سجل الفريق 73
هدف في 32 مباراة.

في نهاية الموسم يونيو عام 1975 تم استدعاء بلاتيني للتجنيد الالزامي و اختير
ايضا قائدا لمنتخب فرنسا العسكري و لعب في يوم 21/6/1975( عيد ميلاده العشرون )
امام منتخب موريشيوس العسكري و سجل هدفين في تلك المباراة و اثناء مرحلة التجنيد
و اللعب مع المنتخب العسكري ربطته صداقة قوية مع زميله في الفريق اوليفر روير
الذي كان لاعبا في منتخب فرنسا في كأس العالم 1978.

بعدها استمر بلاتيني في تقديم مستوياته الرفيعة مع فريقه،و في عام 1976 تم تعيين
ميشيل هيدالغو مدربا للمنتخب الفرنسي قبل التصفيات المؤهلة لكأس العالم في الارجنتين
1978 وقتها قال هيدالغو : (( سأعطي بلاتيني فرصته،إنه موهوب جدا ))، و وفى هيدالغو
بوعده و استدعى بلاتيني في مارس 1976 للمنتخب لينظم مع زملائه ماريوس تريسور،ماكسيم
بوسيس و هنري ميشيل و غيرهم،و في ملعب بارك دي برانس او ( ساحة الامراء ) ارتدى
بلاتيني للمرة الاولى القميص الازرق و كانت المباراة امام المنتخب التشيكوسلوفاكي.

(( مررها لي و سأضعها في المرمى )) هكذا قال بلاتيني لزميله في الفريق هنري ميشيل
الذي ذهب ليلعب الركلة الركنية لفريقه في الدقيقة 73 بعدما كانت فرنسا متقدمة
بهدف عن طريق سولير،و فعلا نفذ القائد هنري ميشيل ما طلبه منه الفتى ذو العشرين
ربيعا حديث العهد في المنتخب الفرنسي و استلمها بلاتيني و من عشرون ياردة سدد
الكرة لولبية و مرت تحت عارضة الحارس التشكوسلوفاكي معلنة بذلك الهدف الثاني
للمنتخب الفرنسي و اول هدف دولي لميشيل بلاتيني
و الاهم من ذلك سطوع نجم جديد في سماء الكرة
الفرنسية.






بعد الهدف الذي احرزه بلاتيني في المرمى التشيكوسلوفاكي، اصبح هذا القادم الجديد
في المنتخب الفرنسي اشهر من نار على علم في فرنسا و بين ليلة و ضحاها اصبح
اللاعب الاكثر شعبية في فرنسا و اصبح هدفا للشركات التجارية ليقوم للإعلان عن منتجاتها
و يطارده الجمهور أينما حل، لذا فمن الواضح ان بلاتيني نجح في اول مباراة دولية
له و اصبح امل الكرة الفرنسية.

و في نفس السنة أي عام 1976 لعب بلاتيني مع فريقه نانسي 35 مباراة و سجل 28 هدفا
و بعدها غادر إلى مونتريال في كندا مع منتخب فرنسا الاولمبي الذي تأهل لنهائيات
مسابقة كرة القدم و إنتهت مغامرة المنتخب الفرنسي في المسابقة في دور الربع
نهائي حيث قابل منتخب المانيا الشرقية الاولمبي و هزم الفرنسيون بنتيجة كبيرة
قوامها 4 اهداف مقابل لا شئ حيث لعب المنتخب الفرنسي اغلب اوقات المباراة
بتسعة لاعبين،و كان عزاء بلاتيني و زملائه الوحيد فوز المتسابق الفرنسي جاي دروت
بسباق 110 حواجز بعد عدة ايام من الهزيمة الثقيلة.

بعد الشهرة التي اكتسبها ميشيل بلاتيني اصبح محط انظار جميع الفرنسيين و اصبح
هذا اللاعب الوسيم الرياضي المفضل لدى نساء فرنسا و لكن بلاتيني لم يهتم بكل هذا،
لكن و في إحدى الايام كان خارجا ليتنزه مع صديقه المقرب اوليفر روير و قابل
طالبة في علم الاقتصاد فنشأت بينهما علاقة حب ( و من المصادفة ان هذه الطالبة
كانت أيضا ذات اصول إيطالية ).

أصبحت قصة الحب تلك حديث فرنسا كلها و ابهرت جميع من عرفها و انتهى ذلك الحب بالزواج
في كنيسة Saint-Max في يوم 21/12/1977 و انجب منها إبن و إبنة.

اذا فقد كانت سنة 1977سنة سعيدة على بلاتيني،فقد كانت سنة حاسمة له على الصعيد
الكروي و على صعيد حياته الخاصة معا،و كان اول إنجاز شخصي له في هذه السنة
حيث اختير كثالث أفضل لاعب في اوروبا في إستفتاء لمجلة Ballon d’Or الفرنسية
المتخصصة في كرة القدم.

و احرز بلاتيني في تلك السنة مع فريقه 25 هدفا قادت فريقه إلى تحقيق المركز
الرابع في سلم ترتيب فرق دوري الدرجة الاولى،و في 16/11/1977 عاد بلاتيني
للعب مع المنتخب الفرنسي أمام المنتخب البلغاري في التصفيات المؤهلة لكأس العالم
1978 حيث عقدت آمال جميع الفرنسيين عليه و على زملائه للفوز و التأهل للنهائيات
المقامة في الارجنتين،و حظي الفريق بمساندة كبيرة و شعبية غير مسبوقة،و لم يخب
بلاتيني و زملائه الآمال المعقودة عليهم فتغلبوا على المنتخب البلغاري في مباراة
كبيرة بنتيجة 3-1 سجل منها بلاتيني الهدف الثاني الذي أكد تأهل الفرنسيين
لكأس العالم 1978.

في الارجنتين عام 1978 وصل بلاتيني مع اعضاء الفريق الفرنسي للعب في اقوى و اهم
بطولة كروية في العالم،كأس العالم لكرة القدم،و كان رقم قميص بلاتيني 15
و في أول مباراة امام المنتخب الايطالي،و بعد مرور 35 ثانية على بداية الشوط
الاول سجل مهاجم منتخب فرنسا برنار لاكومب الهدف الاول و لكن رد المنتخب الايطالي
بعد ذلك بهدفين في المرمى الفرنسي،حاول بلاتيني جاهدا تعديل النتيجة و الفوز
و لكنه تعرض لرقابة لصيقة من دفاع المنتخب الايطالي و إنتهت المباراة بفوز
المنتخب الايطالي 2-1.

و لكن بعد نهاية البطولة بستة أشهر،تقابل المنتخبان الفرنسي و الايطالي في مباراة
ودية و إنتهت بالتعادل 2-2 ، فقبل 9 دقائق من نهاية المباراة،إحتسب الحكم ركلة
حرة لصالح المنتخب الفرنسي و تقدم لها بلاتيني،سجل بلاتيني هدفا رئعا في مرمى
الحارس الاسطوري دينو زوف،لكن الحكم لم يحتسب الهدف و طالب بإعادة تأدية الركلة
الركنية،و تقدم لها بلاتيني مجددا و سددها بنفس الزاوية و الطريقة و كانت هدفا،
و تعود مهارة ميشيل بلاتيني في تأدية الركلات الحرة بشكل رائع و الذي سجل منها طوال
مشواره الكروي 89 هدف إلى تدريبه اليومي على تسديد هذه الركلات بمعدل 150 ركلة
في اليوم.

و نعود مرة أخرى إلى اجواء كأس العالم 1978،كانت المباراة الثانية للمنتخب
الفرنسي امام المنتخب الارجنتيني صاحب الارض و الجمهور في بيونس آيرس حيث
كانت مهمة الفرنسيين صعبة إذ اذا خسروا فذلك يعني الخروج من الدور الاول
من البطولة،و جرت الرياح بما لا تشتهي السفن الفرنسية و خسروا امام المنتخب
الارجنتيني بنتيجة 2-1 و سجل الهدف الفرنسي الوحيد بلاتيني و بذلك خرجت فرنسا
من الدور الاول وبعدها لعبت فرنسا آخر مبارياتها امام المنتخب الهنغاري
و انتهت بفوز الفرنسيين 3-1،و رغم خروج فرنسا المبكر من البطولة فقد كانت
المباريات التي لعبها بلاتيني و الذي سجل من احداها اول اهدافه في بطولات
كأس العالم مؤشر أولي على ولادة نجم و موهبة كروية أثبتت نفسها خلال منافسات
البطولات اللاحقة ككأس اوروبا 1984 و كأس العالم 1982 و 1986.

بعد عودة بلاتيني إلى فرنسا،كان شعوره متقلبا بعد الخروج من الدور الاول
في كأس العالم،و لكن في هذه السنة،حصل بلاتيني مع فريقه على كأس فرنسا
و كانت اول بطولة يحرزها بلاتيني في مشواره الكروي بعد 8 مباريات سجل
فيها فريق نانسي 7 اهداف،و أبدع بلاتيني في المباراة النهائية امام فريق
نيس و قاد فريقه لإحزار اللقب بفضل عروضه الرائعة في البطولة التي توجها
بإحرازه هدف المباراة الوحيد،و بصفته قائد للفريق،إستلم بلاتيني الكأس
من الرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكارد الذي كان مبهورا من المستوى الذي
قدمه بلاتيني و اصبح من اكبر معجبيه،و سرت شائعة تقول بإن الرئيس اهدى بلاتيني
سيارة فخمة و طلب منه بأن لا ينتقل للعب لأي فريق خارج فرنسا،لكن نفى بلاتيني
هذه الإشاعة لاحقا و قال بأنه بصفته لاعب محترف يحق له اللعب في أي ناد في داخل
او خارج فرنسا دون أي قيود من أحد.

و إنهالت العديد من العروض المغرية من الأندية لبلاتيني كباريس سان جيرمان،
مارسيليا،نانت وحتى إنتر ميلان،لكنه فضل عرض سانت إتيان على جميع هذه العروض
ففي يوم 31/5/1979 لعب بلاتيني مباراته الاخيره مع نانسي،و كتحية وداع للمسئولين
و الجمهور سجل بلاتيني هدفين في هذه المباراة و انتهت علاقته مع نانسي بعد سبع
سنوات لعب فيها بقميص نانسي الابيض و سجل 98 هدف .

كان الانتقال إلى سانت إتيان خطوة منطقية في رأي بلاتيني،و كان حلما في طفولة
بلاتيني الانضمام الى سانت اتيان و تحقق ذلك الحلم،و عندما وقع بلاتيني عقد اللعب
مع سانت اتيان،كان العديد يقول بإن عصر امجاد سانت اتيان قد انتهت،فقد فشل
الفريق و لمدة ثلاث سنوات في محاولاته للحصول على بطولة الدوري،و أحضر بلاتيني
معه لناديه الجديد لمسته الشخصية و مواهبه الكبيرة للنادي.

في يوليو 1979 بدأ بلاتيني التدريب مع فريقه الجديد،و أستقبل بحفاوة من قبل الجمهور
و الاداريين و اللاعبين،و لعب بلاتيني أول مباراة مع فريقه في 7/11/1979 و كانت امام
نادي إيدنهوفن الهولندي في مباريات الكأس الاوروبية،ففي مباراة الذهاب تغلب الفريق
الهولندي بنتيجة 2-0،و لكن في مباراة الإياب انقلب كل شئ،فبقيادة بلاتيني و جهده
الواضح تفوق الفرنسيون على انفسهم و فازوا على الفريق الهولندي بنتيجة ساحقة
6-0 و بدأ الجمهور يردد إسم بلاتيني بصوت عال للمرة الاولى.

بعد هذه المباراة وصفت الصحافة الفرنسية بلاتيني بأنه ((لاعب ذو طراز فريد و فنان
و هو نجم نجوم الكرة الفرنسية))،لكن بلاتيني إبن المزارع الإيطالي،وجد إنه
من الصعب التصديق بإنه أصبح نجما لفريق سانت اتيان،في موسمه الاول مع سانت اتيان
في بطولة الدوري تنوعت النتائج بين الفوز و التعادل و الخسارة،فبالرغم من تسجيله
16 هدفا لم يقدم بلاتيني إلا القليل من لمحاته الفنية،في المرحلة ما قبل دور ربع
النهائي في كأس الاتحاد الاوروبي موسم (1980-1981) ذهب سانت اتيان الى المانيا
الغربية و تحديدا في هامبورج لمقابلة فريق هامبورج و كان الفريق الالماني يضم
الاسطورة بكنباور و لكنه لم يلعب في المبارتين (الذهاب و الاياب) وتأهل سانت اتيان
الى دور ربع النهائي ليقابل فريق ابسويش تاون الانجليزي الذي بدوره أقصى سانت
اتيان من البطولة.

في سنة 1981 فاز بلاتيني و للمرة الاولى بلقب الدوري الفرنسي بعد التغلب على بوردو
بنتيجة 2-0 في مباراة فاصلة لتحديد الفائز و البطل و سجل بلاتيني كلا الهدفين،لكن
المجد الحقيقي جاء بعد شهور قليلة في بارك دي برانس.

في 18/11/1981 تقابل المنتخب الفرنسي مع المنتخب الهولندي في مباراة فاصلة يحدد
فيها المتأهل لنهائيات كأس العالم لكرة القدم اسبانيا 1982،و كان مدرب منتخب
فرنسا ميشيل هيدالغو في حال لا يحسد عليه خصوصا ان فريقه هزم في 5 مباريات
من اصل 6 خاضها في التصفيات.

في مباراة الذهاب تغلب الهولنديون 1-0،في الاياب تقابل الفريقان في بارك دي برانس
و كان الفرنسيون هذه المرة اكثر اصرارا على الفوز اكثر مما مضى،و في الشوط
الثاني اصبحت السيادة في الملعب لصالح الفرنسيين حتى إحتسب حكم المباراة في
الدقيقة 52 ركلة حرة مباشرة لصالح الفرنسيين في مكان نموذجي،و جاء الساحر بلاتيني
لنتفيذ الركلة فسددها بالحائط الهولندي و ابعدها احد المدافعين الهولنديين بيده،
و على الفور امر الحكم بلاتيني بإعادة تنفيذ الركلة الحرة،فأمسك بلاتيني الكرة
و قبلها،وضعها على الارض،صفر الحكم فسددها بلاتيني بكل إتقان و إلتفت و ذهبت
يمين الحارس الهولندي هانز فان بروكلين معلنة عن الهدف الاول للمنتخب الفرنسي،
و هتف الجمهور المقدر ب44 ألف متفرج طويلا لبلاتيني تحية له على هدفه الجميل،
و قبل نهاية المباراة بقليل سجل ديديه سيكس الهدف الثاني لفرنسا و انتهت المباراة
بهذه النتيجة و بذلك يتأهل المنتخب الفرنسي لكأس العالم 1982.






في ربيع عام 1982 انتهت علاقة بلاتيني مع سانت اتيان بإحتلال المركز الثاني
في الدوري الفرنسي بفارق نقطة واحدة عن موناكو المتصدر،و جاءه عرض للعب
في اليوفنتوس الإيطالي بمبلغ و قدره 1,2 مليون جنيه إسترليني،لكن بلاتيني
لم يهتم بالموضوع لأن كأس العالم قد اقتربت و التي هي اهم عند بلاتيني.

في كأس العالم في اسبانيا،اوقعت القرعة فرنسا في المجموعة الرابعة مع كل
من : انجلترا،تشيكوسلوفاكيا و الكويت،ففي المباراة الاولى مع الانجليز هزم
الفرنسيون 3-1،و في المباراة الثانية امام الكويت فازوا 4-1 و حفلت المباراة
بالعديد من الاحداث الغريبة،فمثلا ففي الشوط الثاني سمع الكويتيون صوت صفارة
معتقدين بأن صوت الصافرة صادر من الحكم الروسي ستوبار ( و الذي اوقف عن التحكيم
بعد هذه المباراة ) و لكن لم تكن صوت الصافرة صادرة إلا من قبل احد المشجعين
الفرنسيين و كانت الكرة عند آلان جيريس الذي سدد الكرة في المرمى والحارس الطرابلسي
واقفا بلا حراك فإحتج اللاعبون الكويتيون كثيرا على الهدف و هددوا بالإنسحاب
و فجأة دخل الملعب الشهيد الشيخ فهد الاحمد الملعب فعرف القصة من اللاعبين فطالب
الحكم بإلغاء الهدف،و الغى الحكم الهدف فجأة مما اثار غضب الفرنسيين و اولهم
المدرب ميشيل هيدالغو الذي اراد دخول ارض الملعب و لكن الشرطة الاسبانية منعته
من دخول الملعب،و إنتهت المباراة بهذه النتيجة 4-1 و سجل بلاتيني منها هدف
و كانت المباراة في يوم ميلاده ال27.

و تعادلت فرنسا مع تشيكوسلوفاكيا بطلة مسابقة كرة القدم في موسكو 1980 1-1
و بذلك تتأهل مع انجلترا للدور الثاني،و كان في بطولة 1982 نظام الدور الثاني
فيها لا يعتمد على خروج المغلوب و تقسم الفرق المتأهلة إلى 4 مجموعات،و ضمت
مجموعة فرنسا كل من النمسا و إيرلندا الشمالية و تغلبت عليهما على التوالي
1-0 و 4-1 و بذلك تتقابل فرنسا مع المانيا الغربية في قبل النهائي في مباراة
تاريخية لا يزال كل من تابعها يتذكرها ( و هي من افضل المباريات التي يفضلها
بلاتيني عن غيرها مكن المباريات كلاعب و كمشاهد )

حفلت المباراة بالعديد من الاحداث و المفاجآت كتقدم الفرنسيين 3-1 في الوقت
الاضافي بعد التعادل في الوقت الاصلي 1-1 و بعدها تعادل الالمان عن طريق رومينغه
و فيشر،و أيضا عندما ادخل ميشيل هيدالغو اللاعب باتريك باتستون،و لم يمض على
دخول باتستون اكثر من 5 دقائق حتى تفاجأ هيدالغو بخروجه من الملعب على نقالة
و بحالة يرثى لها،حيث تعرض باتستون لإصطدام مفاجئ مع الحارس الالماني الشهير
شوماخر و الذي لم يتعرض لأي عقوبة من الحكم رغم تحطم 3 من اسنان باتستون الامامية!

و جاء دور الركلات الترجيحية،و كانت اول ركلات ترجيحية في تاريخ كأس العالم
و سدد بلاتيني إحدى الركلات بنجاح،و لكن خسرت فرنسا بعدما اضاع المدافع
ماكسيم بوسيس احدى الركلات و نجح الالماني هروبيش في تسديد ركلته و التي اهلت
المانيا الغربية للنهائي لمواجهة إيطاليا.

و لعبت فرنسا مباراة المركز الثالث و الرابع مع بولندا التي بدورها خسرت امام
ايطاليا 2-0 و لكن خسرت فرنسا مجددا امام بولندا بنتيجة 3-2.

بعد هذه البطولة،تعدت شهرة بلاتيني فرنسا و اعتبر واحدا من افضل لاعبي العالم
و اعادت بطولة كأس العالم 1982 إكتشافه كلاعب وسط موهوب ذو طراز فريد،و اثبت
ذلك بشكل اكبر في مباراة دولية ودية بعد البطولة مع بطلة العالم آنذاك ايطاليا في بارك
دي برانس،و ادى بلاتيني مباراة كبيرة و ابدع فيها ايما إبداع و قاد فريقه الى
الفوز 2-0 و كانت هذه اول مباراة يتغلب فيها الفرنسيون على الطليان منذ 62 عاما.

و في بداية موسم 1982-1983 بدأ بلاتيني مرحلة و حقبة جديدة في حياته،حقبة اليوفنتوس
الايطالي و التي هي لوحدها سيرة بحد ذاتها.





جاء بلاتيني إلى تورينو لتوقيع العقد مع اليوفنتوس و اختير بلاتيني من قبل رئيس
النادي جياني اجنيللي الذي احضر حسب ((السحر و الجاذبية)) للدوري الايطالي،وقع بلاتيني العقد
مقابل (700) ألف دولار،و إشترط بلاتيني في العقد شرطا واحدا فقط و هو : (ان يكون
حاضرا في جميع مباريات المنتخب الفرنسي) و بعد توقيعه العقد صرح بلاتيني قائلا:
(عندما تسجل هدفا مع اليوفنتوس فسيصل الخبر إلى اقاصي العالم و تشعر حقا بأنك
لاعب مميز و ذلك سيغير كثيرا من حياتك) و بذلك قارن بلاتيني بين الدوري الايطالي
و الدوري الفرنسي.

و ضم اليوفنتوس ايضا وقتها اللاعب البولندي الشهير (بونيك) و لقب الفريق وقتها
ب(فريق الرعب) و ذلك لما يضمه من العديد من مشاهير اللعبة كالحارس دينو زوف
و الهداف الايطالي باولو روسي و أيضا المدافعين شيريا و جنتيلي و كابريني
و لاعبي الوسط بلاتيني و ماركو تارديللي.

في خطواته الاولى في الكالتشيو الايطالي،واجه بلاتيني عدة صعوبات متمثلة في دفاعات
الدوري الايطالي المعروفة بصلابتها،و ايضا كان بلاتيني يعاني وقتها من الاصابات
التي كانت تلازمه منذ كأس العالم 1982،و كان فريقه يبحث أيضا عن هوية له في
الدوري الايطالي حيث كانت بداية الفريق في الدوري ضعيفة،ظل الفريق على هذه الحالة
حتى يوم 25/3/1983 و الذي نشطت فيه اخيرا ((السيدة العجوز))،في ربع نهائي الكأس
الاوروبية أعطى بلاتيني و رفاقه زوف،كابريني،شيريا،تارديللي،جنتيلي لنادي استون
فيلا الانجليزي درسا في فنون كرة القدم و سجل بلاتيني هدفين في هذه المباراة،و بعد
هذا الفوز هللت الصحف الايطالية بهذا الفوز و كالت المديح للساحر الفرنسي بلاتيني.

و في قبل النهائي تغلب اليوفي على لودز البولندي 2-0 ذهابا و 2-2 في الاياب
و بذلك تأهل اليوفي لأول مباراة نهائية له في الكأس الاوروبية بعد غياب 10 سنوات
امام فريق هامبورج الالماني في 25/5/1983 في أثينا العاصمة اليونانية،كان الفوز
مطلبا للفريق كي لا يخرج خالي الوفاض في هذا الموسم بعدما خطف نادي روما الذي
كان وقتها يضم النجم البرازيلي فالكاو و الايطالي الشهير برونو كونتي لقب الدوري
الايطالي،في المباراة النهائية امام هامبورج لعب بلاتيني طيلة 90 دقيقة في كل
مكان من الملعب،في الامام،في الخلف و في الوسط،و رغم المجهود الكبير الذي بذله
بلاتيني في المباراة خسر فريقه بنتيجة 1-0

و لكن الفريق لم يصبر كثيرا على التعويض ففاز بكأس إيطاليا،و في نهاية عام 1983
أختير بلاتيني و للمرة الاولى كأفضل لاعب اوروبي.

و كان عام 1984 افضل اعوام بلاتيني على الاطلاق في تاريخ مشواره الكروي الرائع،
ففي هذه السنة حصل بلاتيني مع اليوفي على لقب كأس الكؤوس الاوروبية للمرة الاولى
بعد الفوز على بورتو البرتغالي 2-1 في مدينة بازل في سويسرا،و في الدوري الايطالي
قاد بلاتيني فريقه للظفر بلقب الدوري و توج ايضا هدافا للدوري الايطالي (20 هدف)
و احب جمهور اليوفي بلاتيني كثيرا و اختاروه ملكا للكرة في ايطاليا و في فريق
اليوفي .

و في عام 1984 استضافت فرنسا كأس الامم الاوروبية و كان بلاتيني طبعا قائدا للفريق
و امل فرنسا في البطولة،و لم يخب بلاتيني الآمال المعقودة عليه حيث سجل 9 اهداف
في 5 مباريات و حاز على لقب هداف البطولة،ففي كل مباراة سجل بلاتيني هدفا واحدا
بجميع الطرق،في الرأس و القدمين اليمنى و اليسرى و الذي يستطيع اللعب بهم
جميعا بنفس الكفاءة،في المباراة الربع نهائي امام يوغسلافيا تغلب الفرنسيون
3-2 و سجل بلاتيني جميع اهداف فرنسا (هاتريك) و بذلك تتأهل فرنسا للعب امام
المنتخب البرتغالي في مباراة قبل النهائية في مرسيليا في استاد فيلدروم
حيث كان الجمهور يقدر ب54 الف متفرج اكثرهم يحملون الاعلام الفرنسية،و عندما
صفر الحكم معلنا عن نهاية الشوطين الاول و الثاني كانت النتيجة التعادل
مما يعني اللجوء إلى الوقت الاضافي لتحديد الفائز ليتأهل للنهائي.

في الشوط الاضافي ضغط البرتغاليون على الفرنسيين و نتج عن هذا الضغط هدف التقدم
للبرتغاليين لتصبح النتيجة 2-1 للبرتغال،و قبل 5 دقائق من نهاية الشوط الاضافي
الثاني تحقق التعادل للفرنسيين و الذي ابقى على آمالهم بالفوز،اعتقد الجميع
ان الركلات الترجيحية آتية لا محالة،ففي الدقيقة الاخيرة من عمر الشوط الاضافي
الثاني ركض جان تيغانا بالكرة و كانت الفرصة الاخير في المباراة و تغول فيها
في داخل منطقة 18 للفريق البرتغالي و لكن مررها تيغانا جهة اليسار في الخلف
لقائد الفريق بلاتيني الذي اتخذ مكانا جيدا،فسدد بلاتيني الكرة بكل قوته،فدخلت
المرمى البرتغالي و تأهل الفريق الفرنسي للنهائي(( الجدير بالذكر بأنه في هذه
المباراة كان نجم الكرة الفرنسية زين الدين زيدان يبلغ من العمر 12 من العمر
و كان واقفا خلف المرمى البرتغالي لجمع الكرات)).

بعد 4 ايام في بارك دي برانس جرت المباراة بين فرنسا و اسبانيا،و كان الفريق
الفرنسي حاملا على عاتقه إسعاد الشعب الفرنسي بالفوز بالكأس،و في الدقيقة 16
من الشوط الاول احتسب حكم المباراة ركلة حرة مباشرة تقدم لتنفيذها كالعادة
بلاتيني،و من على بعد 20 ياردة سدد بلاتيني الكرة و اتجهت نحو يد الحارس
الاسباني لويس اركونادا و لكن ماذا حصل ؟،لقد افتلتت الكرة من يد الحارس
الاسباني و ذهبت ببطئ للمرمى معلنة عن الهدف الاول للمنتخب الفرنسي،و ظلت
النتيجة هكذا حتى تغيرت و اصبحت 2-0 في الدقيقة الاخيرة من المباراة بهدف
من برونو بيلون و بذلك تصبح فرنسا بطلة اوروبا للمرة الاولى.

و في نهاية عام 1984 فاز بلاتيني و للمرة الثانية على التوالي بلقب افضل لاعب اوروبي
و بذلك فاز بلاتيني ب4 القاب واحد منها شخصي و كان هذا العام بحق من
افضل الاعوام في مسيرة بلاتيني.











في عام 1985 تأهل اليوفنتوس للمباراة قبل النهائية لدوري ابطال اوروبا
لمقابلة فريق بوردو الفرنسي الذي كان يضم وقتها 3 لاعبين من المنتخب الفرنسي
(آلان جيريس،جان تيغانا و باتريك باتستون) ففي مباراة الذهاب في تورينو تغلب
اليوفي على بورد بنتيجة 3-0 و سجل بلاتيني واحدة من تلك الاهداف،و في مباراة
الاياب في ملعب بوردو استطاع الفريق الفرنسي احراج بلاتيني كثيرا و انتهت
المباراة بفوز بوردو 2-0 و لكن لم تكن النتيجة كافية للتأهل للمباراة النهائية.

في المباراة النهائية في 29/5/1985،تقابل اليوفي مع ليفربول الانجليزي في العاصمة البلجيكية
بروكسل في استاد هيسل و شهدت المباراة احداثا دموية انتهت بمقتل 36 مشجعا
لليوفي و ستظل عالقة في اذهان اللاعبين و الجماهير،و انتهت المباراة بفوز اليوفي
بهدف مقابل لا شي من ركلة جزاء سددها بلاتيني بكل إتقان و بذلك يتوج اليوفنتوس
و للمرة الاولى في تاريخه بطلا لأندية اوروبا.

و تستمر الانجازات لبلاتيني و يفوز مع فريقه بالدوري الايطالي و توج هدافا للبطولة
للمرة الثانية على التوالي و فاز أيضا بكأس الانتركونتنال و كذلك فوزه بلقب
افضل لاعب اوروبي لعام 1985 للمرة الثالثة على التوالي (رقم قياسي و يتقاسمه
مع بلاتيني الهولنديين كرويف و ماركو فان باستن).

في تصفيات كأس العالم المكسيك 1986 لعبت فرنسا مباراتها الاخيرة مع المنتخب
اليوغسلافي و انتهت بنتيجة 2-0 للفرنسيين و سجل بلاتيني الهدفين و احدهما من ركلة
حرة مباشرة،و بذلك تستمر اسطورة بلاتيني في المكسيك.

في عام 1986 و بعد موسم متوسط المستوى مع اليوفنتوس،سيواجه بلاتيني تحدي جديد
له : كأس العالم لكرة القدم في المكسيك،ذهب بلاتيني هناك و هو كله امل في انتزاع
كأس البطولة و اصبح اكثر ثقة بأعضاء فريقه الذي نضج كثيرا و اصبح اكثر خبرة
بعد كأس العالم 1982 و كأس اوروبا 1984 و طبعا كانت آمال جميع الفرنسيين في هذا
الفريق بقيادة المدرب هنري ميشيل بإنتزاع الكأس التي طالما حلموا بها.

في مباريات فرنسا في الدور الاول،فازت فرنسا على كندا 1-0 و تعادلت مع الاتحاد السوفيتي 1-1 و الفوز على المجر 3-0،و بالرغم من تأهل الفرنسيين للدور الثاني
إلا ان اكثر من علامة استفهام دارت حول المستوى الغريب الذي قدمه بلاتيني في هذه
المباريات و تصدرت هذه الاستفهامات حول مستوى بلاتيني الصفحات الاولى من الصحف
الفرنسية و الرياضية.

في مباراة الدور الثاني امام حامل اللقب المنتخب الايطالي،لعب بلاتيني احدى
افضل مبارياته و سجل هدفا و انتهت المباراة بفوز فرنسا 2-0 لتقابل البرازيل
في واحدة من اشهر و اجمل المباريات في كأس العالم.

في استاد غوادلاخارا (وادي الحجارة باللغة العربية) لعبت فرنسا مباراتها امام
البرازيل في الدور ربع النهائي و كل الظروف ضد فرنسا من ناحية الجو الحار
و الجماهير المكسيكية المتحيزة و المتعصبة للمنتخب البرازيلي لدرجة وضع الاعلام
البرازيلية في جميع انحاء الملعب و الاحياء السكنية اللتي بجانب الملعب،و كانت
البرازيل البادئة بالتسجيل عن طريق كاريكا في الدقيقة 16 من الشوط الاول و بعدها
قبل نهاية الشوط الاول بعشرة دقائق سجل بلاتيني هدف التعادل و كانت المباراة في
يوم ميلاده 31،و ظلت المباراة على هذه النتيجة حتى نهاية الوقت الاضافي و كانت
المباراة بحق استعراض كروي رفيع من مدرستين من اهم المدارس الكروية في العالم
حيث قدم الفرنسيون بقيادة بلاتيني و البرازيليون بقيادة زيكو استعراض كروي ممتع
و رائع استمر طوال 120 دقيقة و كانت بحق مباراة تاريخية.

و جاءت الركلات الترجيحية لتحدد المتأهل للمباراة قبل النهائية،و جاء دور بلاتيني
المتخصص بركلات الجزاء للتسديد وقبل بلاتيني الكرة قبل ان يسددها و صفر الحكم للتسديد
،و لكن بلاتيني سددها فوق المرمى و اوقع الكرة عند الجمهور و اوقع معه قلوب الفرنسيين،
و جاء دور البرازيلي خوليو سيزار لتسديد ركلته و لكنه سددها في القائم يمين
الحارس الفرنسي باتس،فجاء دور الفرنسي فرنانديز للتسديد فإذا نجح تأهلت فرنسا
و اذا فشل تستمر الركلات.

صفر الحكم،و سدد فرنانديز و اذا بها تهز الشباك معلنة عن نهاية المباراة
و الركلات الترجيحية بفوز تاريخي للفريق الازرق الذي كان بمثابة هدية عيد الميلاد
لبلاتيني،و بعد المباراة بدقائق حصلت العديد من حالات الانتحار في البرازيل و في
فرنسا عمت الاحتفالات بفوز فريقها و تأهله للمرة الثانية على التوالي لدور الاربعة
حتى بيليه قال بعد المباراة : ((انها من افضل المباريات التي شاهدتها طوال حياتي))
و وصفت الصحف الايطالية المباراة بأنها ((تستحق حفظها في السجلات التاريخية))
و بذلك تقابل فرنسا المنتخب الالماني في اعادة لمباراتهم التاريخية في قبل نهائي
كأس العالم 1982.

و لكن خسرت فرنسا بهدفين مقابل لا شئ احرزهما اندرياس بريمه و رودي فوللر و بذلك
فقدت فرنسا الامل بالفوز و اكتفت فرنسا بالفوز على بلجيكا 4-2 في مباراة تحديد
المركزين الثالث و الرابع.

بعد نهاية بطولة كأس العالم شك الكثير بقدرة بلاتيني على العطاء و ما اذا سيقود
المنتخب الفرنسي في كأس العالم المقبلة ايطاليا 1990 و اهتم الكثير بمعرفة
سبب العروض الغريبة التي قدمها بلاتيني و التي لم تكن معهودة منه فمنه من قال
ان السبب هو كبره في السن و هناك البعض يقول بأن بلاتيني اراد تطبيق طريقة اللعب
الايطالية على زملائه اللاعبين الذين لا يعرفونها.

و كان عزاء بلاتيني الوحيد بعد البطولة بأن تمت تبرئته من قضية مراهنات و تلاعب
في نتائج مباريات الدوري الفرنسي قبل انتقاله للعب في ايطاليا و هي نفسها القضية
التي سجن بسببها الايطالي الشهير باولو روسي،و كان الجميع يثق و متأكد بأن بلاتيني
برئ من هذه القضية تماما من قبل ان ينتقل للعب في ايطاليا و لكن لم تتم تبرئته
رسميا إلا بعد كأس العالم 1986.

و رغم كل ذلك لا يمكن ان ننسى تاريخ بلاتيني و انجازاته و مستوياته الجبارة مع
المنتخب الفرنسي و اليوفنتوس قبل كأس العالم 1986 و الكبير يظل دائما كبير.



في 17/5/1987 و بعد مباراة اليوفنتوس و بريشيا في تورينو اعلن بلاتيني بأنه
حان الوقت لإعتزاله اللعب بعد تاريخ حافل مرصع بالعديد من الانجازات عدا الفوز
بلقب كأس العالم حيث لم ينجح بلاتيني في محاولات ثلاث (1978-1982-1986) بالظفر
باللقب.

اراد بلاتيني الاعتزال و هو في القمة بعد مشواره الحافل مع اندية نانسي،سانت اتيان
و اليوفنتوس و المنتخب الفرنسي بعدما اثبت بأنه افضل لاعب فرنسي في كل العصور
و كذلك من نجوم و اساطير كرة القدم في العالم.

و قبل ذلك التاريخ لعب بلاتيني مباراته رقم 71 و الاخيرة مع المنتخب الفرنسي
في 29/4/1987 امام المنتخب الآيسلندي في ملعب بارك دي برانس في فرنسا و كانت
المرة الاخيرة أيضا التي يرتدي فيها شارة الكابتن الذي ارتداها في 49 مباراة.

بعد المباراة شعر ملعب بارك دي برانس بفقدان جزء منه و لاعب نادر الوجود و الموهبة
و يصعب جدا فقدانه و شعر جميع الفرنسيين بالحزن بإعتزال بلاتيني فسيفتقدون اللاعب
الموهوب و القائد و الهداف و الذي تغنوا بإسمه كثيرا و هتفوا بأعلى صوتهم له،فترك
بلاتيني بذلك انطباع مؤثر للفرنسيين سواء من عاصره او من الاجيال اللاحقة بإعتباره
بطلا قوميا و لاعب اوجد مكانة و سمعة للكرة الفرنسية في جميع انحاء العالم.

و بعد سنة من لعبه آخر مباراة له مع اليوفي و تحديدا في 23/5/1988 اعد الفرنسيون
لبطلهم الكروي مهرجان اعتزال ضخم له في الملعب الذي شهد بداية سطوع نجمه في استاد
مارسيل بيكو في نانسي نقلته على الهواء مباشرة 52 محطة تلفزيونية حول العالم
و كانت المباراة بين منتخب نجوم العالم و المنتخب الفرنسي.

فللمرة الاولى يلعب بيليه،مارادونا،بيكنباور،كيفن كيجان،الهولندي نيسكنز،تارديللي
و البولندي الشهير بونيك في فريق واحد و بقميص واحد امام المنتخب الفرنسي بقيادة
بلاتيني الذي كان بحق نجم المباراة الاول و سجل هدفا قبل دقيقتين من نهاية المباراة
في مرمى الحارس الايطالي الشهير دينو زوف ليقول للجمهور (وداعا) بعد مهرجان اعتزال
كبير يليق به و بسمعته و انجازاته العريضة.

و بعد الاعتزال تنقل بلاتيني بين عدة مناصب اولها كان نائبا لرئيس نادي نانسي
و بعدها شغل منصب منصب مدرب المنتخب الفرنسي من 1988 إلى 1992 و كان له الفضل
في ابراز نجومية لاعبين امثال ديديه ديشامب و ديفيد جينولا و كذلك ايريك كانتونا
و بعدها شغل منصب رئيس اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم فرنسا 1998 و اخيرا
يعمل الآن نائب لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا سيب بلاتر.