اتفق
جميع أعضاء الطاقم الفني لبرشلونة على أن الصبي الارجنتيني ضئيل الحجم
الذي أكمل فترة اختبار في النادي الاسباني يعد أحد أفضل المواهب التي وقعت
أعينهم عليها في عالم كرة القدم.
وقال الأعضاء في تقريرهم "يملك قدرات ممتازة في التسديد وسرعة فائقة
بالكرة تحت قدميه وقامته القصيرة تمكنه من الاحتفاظ بتوازنه بشكل رائع
أثناء الحركة.. ذكي وناضج تماما."
وحدثت القصة في أكتوبر عام 2000 حين حجز الصبي الموهوب البالغ من العمر 13
عاما لنفسه مكانا في فريق الشباب بأكاديمية النادي وتطور ليصبح ليونيل
ميسي أفضل لاعب في العالم مرتين.
وميسي الذي يبلغ من العمر الآن 24 عاما هو أفضل من تخرج من أكاديمية
الناشئين المعروفة باسم "لا ماسيا" نسبة إلى مقر ريفي يجاور استاد نوكامب
الشهير وهو المقر الذي كان يقيم فيه ناشئون حتى أوائل العام الحالي.
وبعد أكثر من ثلاثة عقود على افتتاح الأكاديمية الأصلية لتطوير المواهب
الشابة ستبدأ الأكاديمية حقبة جديدة بعد التدشين الرسمي للمقر الجديد في
مراسم صاخبة أمس الخميس شملت عرضا للألعاب النارية وبثت على الهواء مباشرة
عبر موقع يوتيوب على الانترنت.
وأنفق برشلونة بطل اوروبا واسبانيا 11 مليون يورو (15 مليون دولار) على
إنشاء المبنى ذي الواجهة المبنية من الصلب والزجاج والذي يشبه الصندوق ويطل
على ملاعب يتدرب فيها الفريق الأول وسيقطن فيها مبدئيا نحو 80 رياضيا شابا
من الفرق الرياضية المتنوعة بالنادي.
وتضم قائمة المتخرجين من الأكاديمية في الماضي أسماء بارزة مثل بيب
جوارديولا مدرب الفريق الحالي والذي انتقل للإقامة في "لا ماسيا" عام 1984
وعمره 13 عاما من مسقط رأسه في قرية سانتبيدور التي تبعد نحو 70 كيلومترا
عن المدينة.
وفتح جوارديولا لاعب الوسط السابق لمنتخب اسبانيا وبرشلونة الباب أمام
لاعبين آخرين مثل كارليس بويول وتشابي واندريس انيستا الذي سجل هدف الفوز
لاسبانيا في نهائي كأس العالم 2010 ولاعب وسط ارسنال السابق سيسك فابريجاس
الذي زامل ميسي في فرق الناشئين.
وبصفة عامة فإن 11 لاعبا من الفريق الحالي لبرشلونة تخرجوا من الأكاديمية
وتثور عادة مقارنات بينه وبين غريمه التقليدي ريال مدريد الذي لا تضم
تشكيلته الأساسية سوى الحارس ايكر كاسياس من خريجي فريق الشباب بالنادي.
وتضم قائمة مانشستر يونايتد بطل الدوري الانجليزي الممتاز والذي خسر أمام
برشلونة في نهائي دوري الأبطال عامي 2009 و2011 ستة لاعبين من خريجي
أكاديمية الناشئين التابعة له.
ودرب اليكس جارسيا كلا من ميسي وفابريجاس بالإضافة إلى جيرار بيكي مدافع
برشلونة واسبانيا الحالي حين كان عمرهم 15 عاما قبل رحيله عن النادي في وقت
سابق هذا العام ليقود دينامو تفليس في جورجيا.
وفي مقابلة مع رويترز تذكر جارسيا كلا من ميسي وفابريجاس على أنهما "صبيان
هادئان تماما لكنهما يملكان روحا تنافسية عالية ونضجا كبيرا في أرض
الملعب."
وقال "كانت روح التنافس لديهما عالية جدا في التدريب لدرجة أنهما في حالة
الخسارة كانا يخرجان للاستحمام في حالة غضب شديد لا تقارن بعمرهما الصغير.
الشيء المهم هو أنهما احتفظا بنفس الشخصية."
وأضاف "هذا أحد أسرار وجودهما الآن في قائمة أفضل عشرة لاعبين في العالم.
بالتأكيد حين يلعبان معا لسنوات طويلة يدوم هذا التفاهم للأبد.. وهذا ما
نراه الآن مع الفريق الأول."
وحضر ميسي المولود في روساريو مراسم الافتتاح أمس مع زملائه وجاء إلى
برشلونة مع عائلته ولم تكن له إقامة أبدا في الأكاديمية لكنه يعتقد أن قضاء
وقت هناك مع الناشئين ساعده على التأقلم مع حياته الجديدة.
وقال ميسي في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء الماضي قبل مباراة لبرشلونة في دوري
أبطال اوروبا ضد فيكتوريا بلزن التشيكي "كنت أتناول الطعام هناك وأقضي
ساعات طويلة هناك لذلك لي الكثير من الذكريات. لقد ساعدني هذا على التأقلم
والآن بعد أن رأيت المبنى الجديد أعتقد أنه مبهر ومميز."
وسلط الإصرار على تخريج مواهب من داخل النادي "بسياسة أكاديمية الناشئين
أفضل من شراء اللاعبين" الضوء على الفائدة الاقتصادية التي تعود على النادي
من الأكاديمية.
ويشكل الناشئون المتخرجون من الأكاديمية النواة الأساسية للفريق الأول لكن
برشلونة يعد أيضا من أكثر الأندية إنفاقا على شراء لاعبين في السنوات
الأخيرة وبين صفقاته دفع نحو 80 مليون يورو لضم فابريجاس واليكسيس سانشيز
مهاجم تشيلي قبل بداية الموسم.